Sunday, December 21, 2025

أسباب التغير في قيمة العملات

 

اسباب التغير في قيمة العملات

6 عوامل مؤثرة في رفع أو خفض قيمة العملة

 

يعتبر النقد (العملة) من الأدوات والوسائل المساهمة في الحصول على سلعه او منتج معين. فإذا كانت السلعة المستهدفة توجد في اسواق خارجية، فإنه يستوجب الامر تحويل عملة الشراء من المحلية الى الخارجية لإقتناءها. وعادة ما يشار الى قيمة العملة، بالنسبة لعملة اخرى، اي ان قيمة صرف الدولار الامريكي اليوم هي 0.306 دينار كويتي، اي انه يجب دفع 0.306 دينار للحصول على دولار امريكي واحد. وكلما ارتفعت قيمة (البسط numerator - في هذه الحالة- فإنه يتطلب الامر دفع قيمة اكبر - ولنقل 0.310 دينار كويتي للحصول على نفس الدولار الامريكي. اذن اصبحت العملة كالسلعة، التي ترغب بشراءها بأقل الاسعار، وتبحث عن بيعها بأسعار افضل. اذن فما هي العوامل المؤثرة على اداء سوق العملات.

وقبل الخوض في غمار ذلك السؤال، ينبغي التأكيد على اهمية التكامل المجتمعي، وان العالم اصبح اليوم كقرية صغيرة، تتقاطع فيه الاحتياجات والمصالح، بحيث اصبحت العمليات التبادلية سمه مهمه للعيش بشكل افضل. وقد اصبح الافراد بحاجة الى صرف العملة المحلية والحصول على العملة الاجنبية لأسباب متعددة مثل، السياحة، العلاج، الدراسة، الهجرة، بالاضافة الى التجارة او الاستثمار. ان كل من تلك العمليات السابقة، لا يمكن تجاهلها ولا يمكن ان تنجح إلا بالحصول على العملة الاجنبية.

ولنعد الى اسباب تغير قيمة العملة مقارنة بالعملات الاخرى، فهي كثيرة والبعض منها مرتبط بالآخر، ومنها:

 

أسعار الفائدة

عندما يقوم البنك المركزي او الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، فإنه تزداد جاذبية العملة الاجنبية للمستثمرين، مما يرفع من قيمتها، والعكس صحيح. وبعباره اخرى، فإن ذلك يعني استقطاب المزيد من الاموال الاجنبية الى تلك الدولة، مايرفع من الطلب على العملة، وبالتالي اسعارها. وعلى سبيل المثال، في حال ان قام الفيدرالي برفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة، فإن ذلك السلوك يرفع من قيمة الدولار الأمريكي.

 

التضخم

عادة ما تكون العملات في الدول ذات التضخم المنخفض، تميل إلى ارتفاع قيمتها مقارنة بالدول ذات التضخم المرتفع، لأن قوتها الشرائية تكون اقوى. وعلى العكس من ذلك، فإن لإرتفاع التضخم اثره في تقليل الطلب على العملة والتي تؤدي في نهاية اليوم إلى انخفاض قيمتها. 

 

الأداء الاقتصادي

ارتفاع الناتج القومي المحلي GDP، أو تحسن سوق العمل يعزز الثقة في العملة، ما يزيد من قيمتها. فالدول التي تصدر أكثر مما تستورد تحقق فائضًا تجاريًا، مما يزيد الطلب على العملة ويرفع قيمتها. وعلى العكس من ذلك، فإن العجز التجاري يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة. كما ان تحسن مؤشرات اقتصادية اخرى، مثل انخفاض نسبة البطالة، زيادة الرواتب والاجور، أو النمو الاقتصادي، كلها عوامل تعزز الثقة في عملة الدولة، مما يزيد الطلب عليها.

 

الإستقرار السياسي

بطبيعة الحال فإن الأزمات السياسية أو عدم الاستقرار يؤدي إلى بالضرورة الى انخفاض قيمة العملة بسبب فقدان ثقة المستثمرين بالامان. كما ان الأزمات المالية العالمية، التوترات الجيوسياسية، كلها عوامل مؤثرة على العملة والطلب عليها. وعلى سبيل المثال، فإن للأزمات الخارجية، اثرها الكبير في التأثير ايجاباً على الدولار الامريكي، بإعتباره من العملات الآمنه. ولعل خير سبب على الاستقرار السياسي، ما يحدث اليوم - يونيو 2025- من اضراب مابين طهران-الكيان الاسرائيلي، في تغير اسعار عملات الدول المتأثرة.

التدخلات الحكومية

الحكومات والبنوك المركزية قد تتدخل بشراء أو بيع العملة - ما يؤثر على العرض والطلب - وذلك نحو تثبيت قيمتها أو تحقيق أهداف اقتصادية، مما يؤثر على سعر الصرف. على سبيل المثال، الصين تخفض قيمة اليوان أحيانًا لتعزيز صادراتها. كما تسعى بعض الدول الى زيادة العرض، مثل طباعة نقود جديدة، وذلك نحو تقلل قيمة عملتها.

 

النشاط التجاري

يمكن أن تؤثر العلاقة التجارية للدولة مع بقية دول العالم أيضا على نشاط علمتها. وعادة ما يكون لدى البلدان التي تصدر أكثر مما تستورد - المعروف باسم الفائض التجاري - عملات أقوى من تلك التي تعاني من عجز تجاري. كما يشكل زيادة الطلب على العملة الناتج عن نشاط الاستثمار او التجارة، اثره في رفع قيمتها.

 

وختاماً، قالت شركة اكسبر للاستشارات وادارة الاعمال، بأنه في حال ارتفاع قيمة عملة محلية مقابل عملة اخرى، فإن ذلك يعني وجود تحسّن كامن على الاقتصاد، وان الطلب عليه اصبح أعلى في ذلك الوقت. كما تشير بأن القدرة الشرائية لإقتناء السلعة، مرتبطة بشكل او بآخر بموضوع التغير في قيمة العملة، إلا انه موضوع آخر يستحق الوقف عنده مستقبلاً، والذي يعتمد على عوامل اقتصادية اخرى مثل التضخم في الاسعار بشكل اكبر.

 

 

No comments:

Post a Comment