Saturday, August 4, 2018

ادارة المخاطر

ادارة المخاطر
Risk Management


تسيطر إدارة المخاطر risk management في المؤسسات على اذهان أصحاب المصالح، وذلك لما لها من أهمية بالغة في تحقيق الاستدامة في العمل التجاري وتطويره. فقد اصبحت إدارة المخاطر اليوم جزء لا يتجزأ من أسس العمل التجاري السليم، كونها تقوم على أساس تحقيق جانب مهم من جوانب أنظمة الحوكمة corporate governance. كما أن إدارة المخاطر تقوم على اساس تقييم وتحليل المخاطر التي يمكنها السيطرة على أداء الشركة، وتحديدها بشكل مفصل، وذلك نحو التعامل معها وتقليل فرصة تأثيرها على العمل. وفي المقابل فإن إدارة المخاطر تقوم بتحديد حجم المخاطر المقبول حدوثها، والتي تستطيع الشركة من مجاراتها والتعامل معها بشكل جيد. ومن جانب آخر، فإن أهمية وجود إدارة جيدة تعنى بالمخاطر المحتمل حدوثها على الشركة، من شأنها طمأنة المستثمرين وملاك الأسهم shareholders نحو الاستثمار بمثل تلك الأصول الواعدة في الاعمال، وبالتالي تحقيق المزيد من عمليات جني الأرباح والتوسع الجغرافي للشركة.
وكما هو معلوم فإن هيئة أسواق المال Capital Markets Authority بدولة الكويت –وهي مؤسسة حكومية- تقوم بدور أساسي يتمثل في بناء بيئة استثمارية جاذبة وتنافسية، وذلك على أساس تحقيق النظام الاشرافي والرقابي على الشركات والمؤسسات الواقعة تحت سيطرتها. كما تعتمد الهيئة في اعمالها على مبادئ واخلاق المهنة التجارية مثل العدالة والشفافية والنزاهة في التعامل، نحو تلبية احتياجات أصحاب المصالح stakeholders بشكل مستمر. وتأتي أهمية ودور هيئة أسواق المال، كون وجودها يتماشى مع الخطة الاستراتيجية لدولة الكويت "الكويت 2035"، وذلك نحو استقطاب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية والاستثمار في السوق الكويتي. وكما هو معلوم بإن المستثمر الأجنبي يبحث عن بيئة استثمارية خصبة لنقل رأس المال نحو الاسواق الناشئة. ولذلك جاءت أهمية التأكيد على ضرورة وجود إدارة جيدة للمخاطر في الشركات المدرجة بالسوق الكويتي.
وتعتبر إدارة المخاطر احدى ركائز ومتطلبات النظام الجيد للحوكمة corporate governance، والتي تعنى بتنظيم العمل وتوزيع المهام والادوار داخل المؤسسات نحو تحقيق النجاح في العمل التجاري. فمن خلال وجود إدارة جيدة للمخاطر، سينعكس ذلك على تطبيق نظام فاعل للحوكمة وسياساتها. ويعتمد نظام الحوكمة على ضبط وربط اضلاع العمل المؤسسي مع بعضه البعض، وهي المستثمرين investors، مجلس الإدارة board of director، والإدارة التنفيذية management. ويتضمن هذا النظام- نظام الحوكمة-  دراسة وتحليل أسس إدارية متينة لابد من توافرها وتواجدها في المؤسسات الحديثة. ومن المواد التي يتضمنها النظام الجيد للحوكمة، بناء هيكل متين لمجلس الإدارة، الاختيار المناسب لأعضاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية. كما يعتمد نظام الحوكمة على الإفصاح والشفافية في تقديم التقارير الفنية بنزاهة عالية، وفي الأوقات المناسبة. كما ان نظام الحوكمة يعتمد على أساس تحقيق واحترام حقوق المساهمين، إدراك دور أصحاب المصالح، والاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية. الى جانب ذلك فإن النظام الجيد للحوكمة يقوم بتعزيز وتحسين أداء العمل نحو التطوير والتقدم.
ويمكن تعريف ادارة المخاطر او ما يسمى risk management بانها عملية منتظمة لتحديد وقياس المخاطر التي قد تواجهها المؤسسات، وتقييمها وفقاً لاحتمالية حدوثها، والضرر الذي يمكن ان تحدثه في حال وقوعها. كما انها تقوم بتحديد العناصر التي يمكن للمؤسسات ان تتحملها، او تتجنبها، او تحد من اضرارها، او تنقلها الى أطراف خارجية اخرى، او المزيج من تلك العناصر الأربعة. كما ان إدارة المخاطر تعنى بتحديد المسؤول عن معالجة وضمان سير العمليات ورفع التقارير الدورية الى مجلس الإدارة. ولذلك فهي –إدارة المخاطر- احدى المهام الرئيسية لمجلس الإدارة، نحو زيادة معدل الإنتاجية وتقليل نسبة الخسائر المحتملة. وتعتمد إدارة المخاطر على وضع النظم واللوائح السليمة، وتعزيز جانب السلوك المهني السليم والقيم الأخلاقية، وتقوم على عنصر تحديد المهام والمسئوليات.

ويمكن تقسيم مراحل تشييد وبناء إدارة المخاطر الى خمسة مراحل رئيسية وهي:

اولاً- مراجعة السياسة العامة للشركة
ينبغي في البداية تحليل الجانب الاستراتيجي للشركة من حيث معرفة القيم والمبادئ التي يرتكز عليها العمل في الشركة. وتعتمد هذه المرحلة كذلك على تحليل الرؤية الاستراتيجية التي تنتهجها الإدارة، بالإضافة الى بقية الأهداف الأخرى. وتأتي بعد ذلك أهمية معرفة النشاط الرئيسي للشركة من حيث وجود الرسالة التي وجدت لأجلها، وادوار الأقسام المعنية. كما يمكن الاستعانة بأعضاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية لفهم تلك الأسس الاستراتيجية للشركة. بالإضافة الى ذلك فإن التقارير الدورية التي تصدرها إدارة المخاطر في الشركة، من شأنها تسريع عجلة تحقيق الفهم الكامل للمخاطر التي تواجهها الشركة. وتتضمن هذه المرحلة كذلك التأكيد على ضرورة دراية الأطراف المعنية وأصحاب المصالح بأنواع المخاطر المختلفة والتي قد تسيطر على العمل المؤسسي. ان أهمية خطوة التوعية بالمخاطر تكمن بأنها ستساهم في دعم القرار الإداري بجانب المخاطر المحتمل حدوثها.

ثانياً- تحديد المخاطر
يتطلب بعد ذلك متابعة أداء لجنة المخاطر التابعة للشركة، والتي تقوم بالاجتماع بشكل دوري -بعد اختيار أعضاءها بعناية ودقة. ويكون دور هذه اللجنة فهم وتحليل أنواع المخاطر الداخلية والخارجية، والتي من شأنها التأثير على نشاط الشركة الأساسي بشكل سلبي. ومن أنواع المخاطر الداخلية على الشركة، الاعتماد على مورد بشري واحد في قيام ونشاط الاعمال، والتي قد يضطرب العمل التجاري بعد خروج هذا المورد او العنصر.  اما من الأمثلة على المخاطر الخارجية، فهي قيام أحد المنافسين الجدد بالدخول الى السوق، او زيادة أحد المنافسين لحصته السوقية، مما سيؤثر بلا شك على نشاط الشركة وانتاجيتها.  كما تتم في هذه المرحلة رسم السياسة العامة للمخاطر بما ينسجم مع قدرة المؤسسة لتحمل تلك المخاطر، وتحديد المخاطر المرتفعة.

ثالثاً- تقييم وقياس حجم المخاطر
وتأتي الخطوة الثالثة من خطوات إدارة المخاطر في المؤسسات، بإعادة ترتيب تلك المخاطر حسب سيطرتها وقوة تأثيرها على نشاط الشركة التجاري. كما يقوم المستشار في هذه المرحلة بتطبيق الأنظمة الرقابية الفاعلة نحو قياس حجم تلك المخاطر المختلفة التي قد يتعرض لها المركز المالي للشركة، ومتابعة تطورات تلك المخاطر وتقصي وجودها وبقاء تأثيرها بشكل دوري. ولذلك ينبغي في مرحلة قياس المخاطر، من الانتهاء من اعداد سجل المخاطر المحتملة على الشركة، والتي يمكن متابعتها باستمرار. كما ان اعتماد حجم المخاطر المقبولة في الشركة، ووضع المؤشرات اللازمة لعدم تعديها، امر في غالية الأهمية.

رابعاً- معالجة المخاطر
اما الخطوة الرابعة من خطوات إدارة المخاطر، فإنها تعنى بتقديم الحلول المناسبة لمواجهة تلك المخاطر والحد من تأثيرها. وتتضمن هذه المرحلة تفعيل خطة التجاوب المناسبة للتعامل مع كل من تلك المخاطر- المرحلة الثانية، وتطوير أساليب مواجهة تلك المخاطر بشكل مستمر. كما تقوم شركة اكسبر للاستشارات وادرة الاعمال في هذه المرحلة بوضع النظم واللوائح السليمة لإدارة المخاطر، والتأكد من فاعلية وكفاية تطبيق تلك النظم. وتعتبر المرحلة الرابعة من مراحل إدارة المخاطر –معالجة المخاطر- من اهم المراحل والتي تتم فيها تنفيذ تلك التوصيات والاعتماد على النتائج المحققة، بعد عرضها على مجلس الإدارة في الشركة. كما ان إدارة المخاطر الجديدة تعتمد بشكل أساسي بعد ذلك على التطوير والتحسين المستمر في الأداء، وذلك نحو مواجهة تلك المخاطر.

خامساً- متابعة الاداء
وفي المرحلة الخامسة من مراحل إدارة المخاطر، تتم متابعة تنفيذ تلك الاستراتيجيات واللوائح بعد اعتمادها من مجلس الإدارة، بما يتوافق مع أنشطة الشركة. كما تتضمن هذه المرحلة من مراحل إدارة المخاطر بتحديد التوصيات اللازمة نحو توفير الموارد الضرورية واللازمة لإدارة المخاطر. كما يمكن ان تتضمن هذه المرحلة تقديم التوصيات اللازمة نحو إعادة تشكيل الهيكل التنظيمي للجنة المخاطر، بحيث تتناسب مع حجم وطبيعة العمل، ومراجعة ادوار المسؤولين والمهام الموكلة إليهم.

وتعتبر إدارة المخاطر عملية مستمرة وبشكل دائم، بمعنى انها لن تقف عند هذا الحد. فبعد الوصول للمرحلة الخامسة من متابعة الأداء، يتوجب مراجعة الخطوات السابقة باستمرار، وذلك نحو تحقيق الهدف الأساسي والمتمثل في تقليل حجم المخاطر المستقبلية على الشركة، وكما هو موضح في الشكل الآتي. ومن الأهداف الثانوية والتي تسعى إدارة المخاطر من تحقيقها التأكيد على فهم أعضاء مجلس الإدارة بكافة المخاطر المحيطة، وانشاء بيئة ملمة بثقافة الحد من المخاطر، وطرحها بشفافية على أصحاب المصالح. 






وختاماً، يعتبر أداء ونشاط إدارة المخاطر في المؤسسات من اهم مؤشرات النجاح في العمل التجاري، لأسباب متعددة. فمن خلال أداء وتوصيات إدارة المخاطر، يمكن للمستثمرين وأصحاب المصالح من التنبؤ بمدى قدرة الشركة على صد الهجمات المستقبلية المتوقع حدوثها على الشركة، وبالتالي المحافظة على أداء مالي جيد. كما يمكن من خلالها تقييم قوة القرار الإداري المتخذ من قبل مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، نحو توسعة النشاط التجاري للشركة وتضخيم الأرباح المحققة.














EXCPR™ for Consultancy & Business Management

P.O. BOX 21407 – Safat 13075 Kuwait
Tel: +965 600-excpr (600-39277)
Fax: +965 224-78734
Email: PR@excpr.com
Website: www.excpr.com