Sunday, December 21, 2025

العوائد الاقتصادية للفعاليات على الدولة

 

العوائد الاقتصادية للفعاليات على الدولة

معرض اكسبو – اليابان اوساكا 2025

 

تعتبر الفعاليات وهي احدى اهم أدوات التسويق، والتي تمكن من عرض الخدمات او الإمكانيات، في مكان واحد، وفي وقت محدد، لشريحة واحدة تشترك فيما بينها في الاهتمامات والخواص. وقد تجاوز مصطلح المعارض او الفعاليات حدود ذلك، ليشمل جذب وإدارة الزوار، لما خارج القاعة لاكتشاف بقية أجزاء ومقومات الدولة، وبالتالي تعزيز التأثير الاقتصادي الاوسع على المجتمع. ولذلك جاء ما بعرف بسياحة الفعاليات، وهو قطاع متخصص في الجانب السياحي الذي يركز على استقطاب الزوار من خلال الاحداث المخطط لها، مثل البطولات، المؤتمرات، والمهرجانات، وغير ذلك. تتضمن سياحة الفعاليات الاعتماد على أربعة عناصر وهي الزوار، الصناعة، المجتمع، والبيئة، وكل نمو في كل من تلك العناصر له من الأهمية في تعزيز ونمو الاقتاد. وفي قالت شركة اكسبر للاستشارات وإدارة الاعمال، في اطار افتتاح معرض اكسبو اليابان اوساكا 2025، بإن مثل تلك الفعاليات تج تجمع لأكبر قدر من العملاء المحتملين، وتكوين علاقات مستمرة معهم، ما يسهم نحو النمو الاقتصادي. وتساهم مثل تلك الفعاليات في تبادل الأفكار والآراء مع أصحاب الاختصاص والاهتمام، في سبيل تحقيق قيمة مضافة ومشروع نجاح مشترك. ويمكن أن يتوج ذلك بتوقيع المزيد من المشاريع والعقود، ذات القيمة المضافة والنجاح المتبادل.

 

اهتمام الدول للتنظيم

تدرك الدول أهمية الفعاليات ودورها في تعزيز الاقتصاد ونموه، وبالتالي تأثيره بشكل إيجابي على الناتج القومي المحلي GDP. اذ ان مثل تلك الاحداث، ممكن ان تنعش السياحة، وبالتالي مداورة المصادر المالية وبقاءها في داخل حدود الدولة. كما تعد قدرة الأحداث الرياضية والثقافية والتجارية على إضافة قيمة إلى الاقتصادات المضيفة لها، أحد الدوافع الرئيسية للاهتمام والسعي لتنظيمها. فعادة ما تتمتع الدولة المضيفة بان تكون محور العالم اثناء فترة إقامة الفعالية، الامر الذي يسهم في تعزيز جانب التسويق والانتشار، خصوصا إذا كان لها رصيد متقدم من الثقافة والارث التاريخي، ما يعزز من تكرار الزيارات في المستقبل. كما تمثل الفعاليات من الأهمية للدول، كونها تساهم بدعم قطاع الاستثمار في البنية التحتية، ما يعني تشييد مشاريع الطرق والمباني، بمدة قياسية، اضافة الى كونها لازمة لمواكبة اخر التطورات لتنظيم تلك الفعاليات.

 

 الاستفادة المالية

تساهم المعارض والفعاليات في تحقيق المزيد من الاضافات والعوائد المالية على الدول، ومنها:

  • توفير التدفقات النقدية وزيادة المبيعات في الأسواق، ما يساهم في تنويع مصادر الدخل غير النفطي، خصوصاً في حال تطبيق نظام جيد للضرائب.
  • زيادة اعداد الزوار، وإنعاش حركة النقل في المطارات والطرق، رفع نسبة اشغال الغرف في الفنادق والمنتجعات، بالإضافة الى زيادة الطلب على المطاعم والكوفي شوب، والقطاع الترفيهي.
  • التعرف والتعاون مع الموردين والمقاولين العالمين، وبالتالي الحصول على أفضل الأسعار، وتقليل حجم المصاريف.
  • تسريع وتيرة إتمام المشاريع العالقة، وبالتالي سرعة تحصيل المنتظرة منها.
  • إنعاش القطاع العقاري، من خلال تأجير المساحات في المعارض، على الشركات والمطاعم التي تقدم الخدمة.
  • الرعايات التجارية والمتمثلة في الشراكة مع القطاع الخاص، والتي تعتبر شكل آخر من اشكال الإيرادات.

 

 

 

الاضافات الاخرى

كما ان العائد الاكبر للدولة، يكون عن طريق قنوات استراتيجية بأشكال مختلفة، ومنها على سبيل المثال:

  • تشجيع الاستثمار وجلب المستثمر الأجنبي، وذلك بعد بناء تصور إيجابي عن الدولة من خلال القدرة والمعرفة في تنظيم المؤتمرات، ما يساعد على توافر المصادر المالية.
  • دعم اسواق المال المحلية، من خلال دخول مستثمرين جدد، وزيادة انشطة وعوائد الشركات المحلية.
  • الاستفادة من المعارض الدولية، في فهم اتجاه الأسواق العالمية، وبالتالي البقاء على اخر الاطلاعات ومجاراتها.
  • خلق التوعية، ما يساهم في زيادة الرفاهية والسعادة والصحة. تشمل تلك المحاور تحقيق المزيد من الفوائد التي تعود بالنفع على المجتمع للحد من الجرائم وتنمية المجتمع وزيادة العمل التطوعي. كل تلك الإضافات في النهاية تعود على الدولة بالإضافة من خلال خلق ثقافة جديدة مبنية على الوعي والادراك العام.
  • تشجيع العمل التطوعي وزيادة وعي المجتمع.
  • اكتشاف المواهب، بالإضافة الى دعم الابداع والابتكار، ما يسهم في تحصيل أفضل الحلول، نحو تطوير المجتمع وخلق الثقافة.
  • اكتساب القدرات والمهارات اللازمة لإدارة مؤسسات الدولة، بعد الاحتكاك بالخبرات والمتمرسين، ما يوفر الكثير من مصادر الأموال.
  • رصد أفضل الكفاءات والمهتمين، وتوظيفهم، مما يعزز دور مؤسسات الدولة.
  • بناء ثقافة جديد مبنية على العمل والإنتاج، وبالتالي تطوير المجتمع.

 

اهمية اكسبو

يعد معرض اكسبو كحدث عالمي جاذب بكل المقاييس، والذي يقام كل خمسة سنوات، ويستمر لمدة ستة أشهر، وهو اعلى مستوى للفعاليات على المستوى العالمي. يهدف المعرض الى تواصل الزوار مع بعضها البعض من خلال اجنحة الدول المشاركة، في مشهد حضاري، لتواصل عقول البشر من مختلف بقاع الأرض، فالدول على اختلافها تتنظر مثل تلك الفعالية في سبيل جني نتائج أفضل للجميع. وتكمن اهمية معرض إكسبو، كونه يحمل رؤي ومحاور استراتيجية تعتبر خارطة طريق للعمل في المرحلة القادمة. فهو حدث دولي يجمع الناس والابتكارات من جميع أنحاء العالم في محاولة لمعالجة القضايا التي تواجه البشرية على نطاق عالمي. وتستضيف مدينة اوساكا اكسبو 2025، تحت شعار "ابتكار المستقبل لتحسين حياة المجتمعات" بمحاور ثلاثة وهي الحفاظ على الافراد، تمكين الحياة، ربط الحياة. وبذلك فإن المستقبل العالمي يصب في هذا الاتجاه. فعادة ما تكون لمثل تلك المعارض، من الأثر في تغير مسار العالم وشعوبها للأفضل، عبر التطرق لأفضل الحلول للجميع، وتقاطع المصالح المشتركة. وكما هو معلوم لدى الجميع بأن المعرض هو المكان الذي تولد فيه التقنيات والمنتجات الجديدة، مما يؤدي إلى مزيد من الراحة في حياتنا اليومية. كما ان تجمع المختصين من العالم، بما في ذلك التقنيات المتقدمة، يأتي كقناة لخلق أفكار جديدة ونقلها.

 

الاضافة على الدولة المنظمة

يمكن لوسائل الإعلام من تسليط الضوء على صورة إيجابية قوية عن المدينة، والتي ستساعد في الوصول إلى الشركات والمستثمرين في جميع أنحاء العالم، وخلق فرص عمل وزيادة فرصة جذب استثمارات مختلفة إلى الاقتصاد، وبالتالي خلق فرص العمل والمساهمة في النمو الاقتصادي. كما انه من المتوقع ان يصل عدد الزوار الى 35 مليون زائر - ما يعادل عدد سكان ماليزيا او استراليا -الامر الذي سينعكس ايجاباً على شكل الاقتصاد المحلي. كما ان توجيه انظار شعوب العالم نحو الحدث، يسهم في تعزيز الثقافة ودعم السياحة، وبالتالي زيادة العوائد والاستثمارات. وقد جاء ذلك بعد تطوير المدينة بشكل لائق، استعداد لاستضافة الفعاليات. وان لوجود مثل تلك التركات الحضارية من مباني وبنية تحتية، يعتبر رافد لعمل المزيد من الفعاليات مستقبلاً. ومن الامور المهمة كذلك. بأنه داعم رئيسيي للمنتجات المحلية وعمليات التصنيع في الدولة المستضيفة، وتوزيع وكالات حصرية.

 الاضافات على بقية الدول المشاركة

في مشهد الأعمال المتغير باستمرار، لا سيما في صناعة المعارض، لم تعد القدرة على التكيف والبقاء على اطلاع دائم بأحدث الاتجاهات امراً اختيارياً، ولكنها ضرورية، للحفاظ على القدرة التنافسية والملاءمة، فقد أصبحت جزءا لا يتجزأ من استراتيجية العمل الناجحة. كما تساهم تلك الفعاليات في تطوير مؤسسات الدولة، من خلال استقطاب أفضل التجارب، ومشاركة قصص النجاح. ومن المهم التأكيد على ان استمرار حضور المؤتمرات الدولية، من شأنها تكوين ثقافة عامة وتطوير للشعوب. بالإضافة الى ذلك فإن المشاركة بالرؤى والثقافة مع الارث التاريخي للدول المشاركة، عادة ما يساعد على اكتشاف الدول ودعم القطاع السياحي. تدعم كذلك الفعاليات، الحصول على أفضل الحلول والابتكارات، للمشاكل العالقة، التي تعاني منها، والحصول على عروض أفضل للأسعار، وبالتالي المحافظة على مصادر الإنتاج. بالإضافة الى تكوين علاقات مع اصحاب المصالح والموردين، وبالتالي سهولة التواصل والاتصال.

 

 المتوقع من اكسبو اوساكا 2025

  • تحقيق عوائد مالية 8.9 مليار دينار (حوالي 17.9% من حجم اقتصاد الكويت، او ما يعادل نصف انتاج الكويت السنوي من النفط).
  • حددت الامم المتحدة عام 2030 لتحقيق اهداف التنمية المستدامة SDGs، ما يلزم دول العالم لبلوغ تلك التطلعات للمحافظة على بيئة مستدامة للعيش بشكل أفضل.
  • يتوقع ان يصل عدد الزوار 10 اضعاف ما تحتضنه البطولات الرياضية العالمية.
  • إنعاش الاقتصاد، ودعم القطاع السياحي، وزيادة اعداد الزوار.
  • تقديم حلول معاصرة للتحديات التي تواجه دول العالم، خصوصاً تلك المتعلقة بالبقاء والعيش الكريم.

 

وختاماً فقد أدركت دولة الكويت اهمية معرض اكسبو، فكانت من الدول الرائدة التي شاركت في اكسبو عام 1970 في المدينة ذاتها -اوساكا. فبعد مرور خمسة عقود، تلتزم دولة الكويت بالحضور والبقاء الدولي، ايماناً منها لأهمية تحقيق اقتصاد مستدام، ولذلك كانت المشاركة في اكسبو 2025 بالجيل الثالث. كما انها على موعد مع بلوغ الرؤية الاستراتيجية 2035، ما يجعل حضور مثل تلك الفعاليات امر مهم لبلوغ تلك الرؤية السامية، من جعل دولة الكويت مركزاً مالي وتجاري جاذب للاستثمار. بالإضافة الى ذلك فإن دول مجلس التعاون الخليجي ادركت لدورها الاقتصادي في المرحلة القادمة، اذ قامت دولة الامارات العربية المتحدة بتنظيم اكسبو 2020 في ظروف صعبة - كوفيد 19، وكذلك دولة قطر عندما استضافة بطولة كأس العالم 2022، وبانتظار المملكة العربية السعودية لتنظيم فعاليات عالمية أخرى مثل اكسبو الرياض 2030، وكأس العالم 2034. لذلك كله كان لأهمية القطاع السياحي دوره في دعم الاقتصاد، وتنويع مصادر الدخل، وان لصناعة الأحداث بتنظيم الفعاليات مليء بالفرص لتوليد وتضخيم الموارد.

 

 

No comments:

Post a Comment