خماسية عثمان بن
عفان رضي الله عنه بالتجارة
دوّن اصحاب
التجارة خبراتهم واساليبهم في تحقيق النجاح نحو بلوغ الاهداف من تضخيم للأرباح مع
استمراريتها. وعلى مر الازمنه والعقود، تغير اسلوب التجارة بالمزيد من التطّور
الذي تشهده الاعمال والرغبات المتغيرة في الاسواق. ومع ذلك، فقد حافظت بعض المبادئ
على قوتها وتأثيرها على التجارة، على مدى العصور. فقد وضع آدم سميث Adam Smith المولود في عام 1790 م، مبادئ الاقتصاد العامة، والتي لازالت
الشركات تعتمد عليها في ادارة اعمالها. بيد ان جذور تلك المبادئ والافكار
الاقتصادية كانت قبل ذلك بكثير، وتحديداً في عام 622 م، عندما قام عثمان بن عفان الاموي القرشي
رضي الله عنه، بتطبيقها والاعتماد عليها، منذ ذلك الحين. ولغاية اليوم فإن اوقاف
الخليفة الثالث في اقليم الحجاز – المدينة المنورة- شاهده على متانة تلك المبادئ
التجارية، فما هي تلك المبادئ:
اعالج..
تتمثل
القاعدة الاولى، في ضرورة العمل عن قرب مع الاسواق، ومعرفة خفاياه ومتطلباته
الدقيقه. بالاضافة الى اعادة المحاولة والاصرار نحو الرغبه لتحقيق النجاح. فمن
خلال المحاولة المستمره، يتم التعرف على افضل اوقات الشراء قبل تحديد نقاط البيع،
وبالتالي تحقيق الربح المنشود.
انمي..
الحرص على
تنمية الاعمال، وزيادة رأس المال المكتسب، ولو بشي بسيط. فعن طريق تحديد النمو في
رأس المال، كمؤشر لقياس النجاح، يمكن تقييم الاعمال اليومية وفاعليتها، والتنبؤ في
شكل النجاح المستقبلي.
لا
ازدرى ربحاً..
يعني اهمية
الرضى بتحقيق الربح ولو كان قليلاً، فالاستمرارية في الربح اليسير، افضل من الربح
الكبير المتقطع. يمثل هذا المبدئ من الاهمية، كونها يساهم في تكوين الثقافة
التجارية في الاعمال، وبزوغ نواة العمل المؤسسي.
لا
اشترى شيخاً..
بالاضافة الى
ذلك، فإن احد اساليب وطرق التجارة الفاعله، تكون عن طريق معرفة السوق، ورغبة
الزبائن. اذ لا يجب شراء البضائع التي ليس عليها طلب، بالرغم من انخفاض اسعار
بيعها. تساهم تلك القيمة في تلبية احتياجات الزبائن المتطورة، وبالتالي التقدم على
المنافسين.
اجعل
الرأس رأسين..
وهي القاعدة
الخامسة في الاستثمار، والتي تعتمد على تنويع الاستثمارات، وتدوير رأس المال.
يتناول هذا المحور اهمية التحوط وتقليل المخاطر والاستعداد لها، وبالتالي الحديث
عن بدائل متنوعه.
على الرغم من
انشغال الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، بأمور الدولة الاسلامية
وتأسيسها، إلا ان التوازن في المهام والاعمال، جعل منه نواة قيام العمل المؤسسي.
كما ان اهمية الاعتماد على القواعد تؤدي بالضرورة الى تحقيق النتائج، اذ ان عثمان
بن عفان رضي الله عنه، ترك كل ما يملك في مكة المكرمة، وعندما هاجر الى المدينة
المنورة، بدأ من الصفر، واستطاع تكوين ثروة واموال طائلة بفضل تلك المبادئ
التجارية. ولو تم الاستثمار والاستمرار في تطبيق تلك المحاور الخمسة بشكل دقيق،
فإنه يمكن الوصول لنتائج مماثله.
No comments:
Post a Comment