Saturday, September 27, 2014

قراءة تحليلية حول الرؤية التعليمية والتربوية في المملكة العربية السعودية

قراءة تحليلية حول الرؤية التعليمية والتربوية في المملكة العربية السعودية

إيماناً منا في شركة اكسبر للاستشارات بأهمية ودور العمل الاستراتيجي في بناء وتشيد الصرح المؤسسي ،فإننا نتناول في هذا المشروع تحليلات حول الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية. ونود أن نشيد –في البداية - على يد الادارة التنفيذية في الوزارة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الامير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز – وزير التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية – على الاهتمام بجانب العمل الاستراتيجي والذي يدل على مستوي الوعي الكبير لدى تلك القيادات بالنسبة لإدارة الاعمال الحديثة بطريقة احترافية.
وفي هذا الاطار ،فقد اختزلت الوزارة مستقبل المنظومة التعليمية والتربوية في المملكة العربية السعودية بخمسة اسس استراتيجية ،تقوم على اساسها الاهداف والسياسات العامة للوزارة ،والتي كانت تتضمن:

1-      بناء الشخصية المتكاملة ذات القيمة المضافة لمجتمعها
2-      تطوير المؤسسات والمنظمات التربوية
3-      إعادة تأهيل القطاع التعليمي
4-      تطوير سياسات المعايير واختيار المناهج الدراسية
5-      التكامل بين مؤسسات المجتمع العامة

ومن خلال تلك الاستراتيجيات ،قامت الادارة التنفيذية في الوزارة بتشكيل اهدافها الجزئية وسياساتها العامة المتبعة لتحقيق الرؤية التعليمية في المملكة العربية السعودية. وفيما يلي تلخيص لتلك الاهداف:
1-      تمكين المدارس والمؤسسات التعليمية من إدارة عملية التطوير،وذلك عن طريق تسويق الرؤية الاستراتيجية للوزارة بين اصحاب الاختصاص. وكذلك تعزيز قدرات الادارات التربوية لعمليات التخطيط اللازمة ،وخلق فكر التحفيز والمساءلة.
2-       تطوير المناهج الدراسية وطرق التدريس ،وذلك من خلال تحقيق التكامل بين المناهج ،وتحسين مهارات الطلاب في المواد العلمية.
3-      تكافئ الفرص بين الطلبة ،وذلك عن طريق تطوير ادوات الطلاب اصحاب الاحتياجات الخاصة. بالإضافة الى تنمية الوعي لدمج الطلاب الذين يعانون تحديات عقلية وبدنية مع التعليم العام.
4-      توفير تعليم رياض الأطفال للجميع ،ويمكن تحقيق ذلك من خلال زيادة الاستيعاب للتعليم في مرحلة رياض الأطفال. بالإضافة الى ذلك فيشمل هذا الهدف تحسين جودة التعليم في مرحلة رياض الأطفال ،وبناء القدرات البشرية والمؤسسية اللازمة.
5-      تهيئة بيئة تعليمية حديثة ،تتضمن التخطيط المستقبلي السليم ،وتكثيف المساحة الخضراء في المباني المدرسية. وكذلك التوسع في استخدام احدث التقنيات في الوزارة ،وتعزيز أهمية ودور القراءة في بناء الشخصية المتكاملة.
6-      تعزيز صحة الطلاب وبناء شخصياتهم ،ويتحقق ذلك من خلال بناء المسؤولية الاجتماعية لدى الطلاب ،وتعزيز الهوية الوطنية والقيمية. وكذلك التأكيد على ضرر التدخين على الصحة ،وإتباع نظام صحي للممارسات الرياضية الصحيحة.
7-      تعزيز مجالات التعاون مع الأسر والمجتمعات المحلية في دعم ثقافة التعليم ،وذلك من خلال بناء قنوات اتصال فعالة ،واشراك المجتمع في الانشطة المدرسية. وكذلك اشراك القطاع الخاص وتشجيعة للاستثمار  في عمليات دعم وتطوير التعليم. بالإضافة الى تعزيز شأن المؤسسات الإعلامية في تطوير التعليم العام.
8-      تطوير نظام لتمهين وظيفة التعليم ،وذلك من خلال تقوية الروابط بين كليات التربية ووزارة التربية بما يرفع كفاءة أداء المعلمين ،بناء معايير مهنية للمعلمين والقيادات التربوية. كما يمكن تحقيق ذلك من خلال الأخذ بنظام شامل لتراخيص المعلمين ،وتأهيل مهنية المعلمين بشكل احترافي.
9-      زيادة فعالية التقنية في رفع مستويات الأداء وتحسينه ،وذلك من خلال إقامة الشبكات التواصلية لتبادل التجارب والخبرات بين اصحاب الاختصاص ،وتوفير فرص تعليمية ذات جودة عالية.
10-  تحسين الحوكمة والقيادة لإدامة نموذج تطوير المدارس، و  ذلك عن طريق دعم نموذج تطوير المدارس والإدارة التعليمية بإطار جديد للحوكمة ونشره وتطبيقه ،تعزيز التعاون بين وزارات الدولة لتوجيه مصادر الانتاج نحو التطوير التعليمي المستدام. بالإضافة الى تطوير نظام وطني للمحاسبية وإدارة الجودة يستند إلى النتائج ويدعم التحسين المستمر في الأداء ،وتطوير استراتيجية لإدارة التغيير . كما يمكن تحقيق تلك السياسة عن طريق تعزيز القدرات القيادية بوصفها أدوات تطوير في جميع المستويات في النظام التعليمي ،وخلق ثقافة جديدة لصناعة القرارات القائمة على البيانات. بالإضافة الى بناء القدرة المؤسسية التي تقود وتدير البحث والابتكار وجمع البيانات وتحللها بهدف تطوير عملية التعليم وتحسين اتخاذ القرارات.


وختم السيد نايف عبدالجليل بستكي –الرئيس التنفيذي لشركة اكسبر للاستشارات الاستراتيجية ،بأن تحديد مثل تلك الأهداف الاستراتيجية العامة وتجزئتها إلى سياسات وأهداف قصيرة المدى ،تجعل من عملية تطوير المنظومة التعليمية في المملكة العربية السعودية –الشقيقة - أمر واقع لابد منه. وإننا في هذا الاطار نود الإشادة مرة اخرى بوجود مثل تلك الصيغ الادارية الاحترافية في مؤسسات حكومية خليجية ،والتي تبشر بتحقيق التطوير والتنمية المستدامة. كما أننا نود أن نضيف بأن مفهوم المتابعة المستمرة لتحقيق تلك الاهداف المرحلية الكبيرة والخطط الاستراتيجية امرٌ في غاية الاهمية لابد من الاستثمار فيه من قبل الادارة التنفيذية في وزارة التربية والتعليم خلال المرحلة القادمة. بالإضافة إلى أهمية وضرورة تحويل بعض الاهداف الجزئية والسياسات العامة إلى أهداف محددة وفقاً لنظام SMART Objective  يسهل التعامل معها في المستقبل القريب.  

No comments:

Post a Comment