Sunday, December 21, 2025

المخاطر على دول مجلس التعاون

 

المخاطر على دول مجلس التعاون

تأثير الاحداث بين طهران والكيان الاسرائيلي على الدول

 

ترتبط التوترات السياسية مع الاحداث الاقتصادية بشكل مباشر، فهما حصانان يجران نفس العربة، واي تعثر لأحدهما قد يجر العربة الى السقوط. وتعتبر البيانات والمعلومات من مصادر ادارة الحرب الحديثة، خصوصاً في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، الذي اصبح دوره الابرز في ترجيح الكفة دون الاخرى. فمن استطاع استغلال تلك الموارد بشكل افضل، فإنه يستطيع جني المزيد من التقدم. ولازلنا اثناء الازمة مابين طهران-الكيان الاسرائيلي، والتي نقوم في هذا المقال بقياس اثر التقلبات الجيوسياسية على منطقة دول مجلس التعاون تحديداً. فقامت شركة اكسبر للاستشارات وادارة الاعمال، برصد اهم السيناريوهات والاحداث التي قد تلقي بظلالها على نشاط ومستقبل دول مجلس التعاون، كونها جغرافياً مرتبطة بالاحداث الدائرة، ومنها:

 

إغلاق مضيق هرمز

من اولى الامور التي من المحتمل ان تحدث في الايام القليلة القادمة، اغلاق الممر المائي لمضيق هرمز. ويعتبر لهذا الممر الجغرافي من الاهمية كون ان ثلث شريان النفطي العالمي يمر من خلاله. وان اي تعثر للملاحة، فإن سيلقي بظلاله على ارتفاع اسعار برميل النفط، والذي قد يصل الى 100-110 دولار بسبب عامل الندرة والمخاطر المحيطة. كما ان استخدام هذه الورقة قد تزيد من تعقيد الاحداث الجيوسياسية، خصوصاً وان الصين سوف تتأثر بشكل مباشر، كونها تعتمد على النفط الخليجي بشكل كبير. ولعله من المستبعد ان تضر طهران بحليفها الاستراتيجي - الصين- خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة. وفي المقابل فإن المستفيد الاكبر من اغلاق المضيق هو الحليف الاخر لطهران - روسيا- كون ان ارتفاع اسعار النفط، ستغطي جزء كبير من فاتورة الحرب من اوكرانيا. كما ان لمضيق هرمز من الاهمية التجارية، كونه بوابة دخول المنتجات العالمية للأسواق الخليجية، والتي بإغلاقه سيسهم في ندرة وجود المنتجات في الاسواق الاستهلاكية، وبالتالي ارتفاع اسعار السلع والتضخم. ولذلك، كان ولابد من رصد هذا السيناريو المحتمل، والاستعداد له بشكل جيد.

 

دخول اطراف أخرى

ومن السيناريوهات المحتملة الاخرى التي قد تمتد إليها الاحداث الحالية، هو دخول اطراف ودول اخرى الى الحرب، مثل الولايات المتحدة ودول اوروبا. ويكمن دخول تلك الدول الغربية الى الاحداث، في حال استهداف قواعدها، او هيمنة طهران على الحرب الحالية، ما يجعلها تطفوا على الساحة بشكل اوضح. فعندما تحصل طهران على الدليل في تورّط الدول الغربية بالحرب مع الطرف الاخرى، فقد تُضرب القواعد العسكرية الاقليمية، ما قد يزيد من توتر الاحداث، بالرد المقابل، والذي ينتج عن زيادة في المساحة الجغرافية للدول المشاركة!.

 

طول مدة الحرب

وفي حال استمرار الاضرابات الجيوسياسية في المنطقة لمدة اطول، فقد ينقص مخزون التموين من غذاء ودواء ونحوها، خصوصاً في الدول الاستهلاكية، ما قد يزيد من التحديات والمخاطر المصاحبة. فكما هو معلوم فإن دول مجلس التعاون تعتمد على الاستيراد من الاسواق العالمية بشكل كبير، الامر الذي سينكشف بشكل سريع في حال استمرار الحرب في المنطقة. وبذلك في النتيجة المحتملة عندها، ستكون التأثير السلبي على قطاع الاستثمارات والتوظيف وغيرها .

 

 

 

ضرب مفاعل بوشهر

ومن اخطر السيناريوهات حدوثاً، هو امكانية ضرب مفاعل بوشهر، والذي يبعد حوالي 350 كم عن دول الخليج العربي. يمكن أن تؤدي الضربة إلى إطلاق العنان للتسرب الإشعاعي القادر على تعريض حياة السكان في الدول المجاورة للخطر، والتلوث الذي يعتمد على اتجاه وسرعة الرياح. كما ان خطورة هذا الحدث، تكمن في امكانية تلوث مياة البحر، والذي تعتمد عليه دول مجلس التعاون في تحلية المياة، وانتاج الكهرباء. ما قد يؤدي في النهاية الى انهاك العجلة التنموية واغلاق المصانع. وبذلك فإن الضرب المباشر على مفاعل بوشهر من شأنه أن يعولم الأزمة على الفور، في اتجاه المزيد من الدول المتضررة، والتي قد تدخل الحرب بطريقها المباشر او غير المباشر.

 

الاشاعات والاخبار المغلوطة

وقد يعتبر الامن الداخلي في دول مجلس التعاون من المخاطر الاخرى التي تسيطر على الاحداث. اذ ان تعميم المعلومات وتضليلها، من شأنها ارباك اعمال مؤسسات الدولة. فقد تضطر بعض الدول الى مواجهة شعبها، في بث روح الحماس والطمانينة، خصوصاً في ظل انتشار منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، على ايدي العموم والمختصين من الافراد. كما ان تأثر خطوط الاتصال والانترنت اثناء هذه الازمة، فإنه يساهم في ضياع التواصل، وبالتالي قيام الفوضى.

 

وختاماً، يبدو بأن للولايات المتحدة اليد العليا في تسريع وتيرة الاحداث وادارتها. وانها ترغب بإستعجال نهاية هذه الازمة، كون ان الرئيس الامريكي قد اطلق الوعد، لتهدئة الاوضاع وانهاء الحروب في الشرق الأوسط اثناء برنامجه الانتخابي. ومن جانب اخرى فإن النتائج الحتمية من الحروب عموماً ستكون استنزاف المصادر والخسائر العليا. وبذلك فإن التعايش وتحقيق المنافع العامة المشتركة، سيكون لها افضل الاثر في البقاء والعيش الكريم. كما ان للدبلوماسية وضبط النفس، سيعود بالاثر الايجابي على الجميع وبقية الشعوب. وكلما تم الاستعداد المسبق للاحداث والسيناريوهات الاسوأ، كلما سهّل من عملية الازمات وادارة الكوارث عند قيامها.

 

 

No comments:

Post a Comment